قرأت منذ فترة كتاب للدكتور و المخرج محمد كامل القليوبي يتحدث فيه عن الرائد الأول للسينما في مصر محمد بيومي وعن بداياته و كيف أدخل صناعة السينما في مصر , يتناول الكتاب و هو في نفس الوقت جزء من أطروحة الدكتوره للدكتور القليوبي حياة السينمائي محمد بيومي (1894- 1963) فقد كان كل ما هو معروف عنه قبل هذا البحث أنه أول مخرج مصري يخرج شريطا سينمائيا يسجل عودة الزعيم المصري الوطني سعد زغلول (قائد ثورة 1919) من المنفى عام 1923 .
كان محمد بيومي أول فنان مصري يسافر إلى ألمانيا عام1919 م لدراسة فن السينما والتصوير السينمائي وهو أيضا أول فنان مصري يؤسس ستوديو للسينما عام 1922م وأخرج بيومي أول فيلم روائي قصير هو فيلم ( الباشكاتب) وكان ذلك عام1924 م والفنان محمد بيومي قدم أول جريدة سينمائية وهي جريدة آمون كما أسس محمد بيومي أول ستديو مصري بشبرا , هذا ما يتعلق بالسنيما فقط , أما ما يتعلق بحياته عموما ً فقد تنقل ما بين العمل بالسينما و العمل العسكري كضابط في الجيش و أخذت هذه العلاقة مراحل من من الشد و الجذب وهو ما أثر على مستقبله و كان له إنعاكس سيئ على مستقبله المهني.
أنني حين أتحدث عن محمد بيومي فأن لأ أقصد السنيما في حد ذاتها ولا الحديث عن مؤسسها أو مراحل تطورها إلى آخره , وإنما أقصد الحديث عن ما قد يحدث نتيجة عدم الثبات على موقف محدد ووظيفة يقوم بتطوير و بناء نفسه فيها مع كل يوم وهو ما يتطلب المرونة أيضاً.
إنني في الحقيقة فوجئت من الكتاب و ماحدث للسيد بيومي ايضا نتيجة سلامة نيته عن التعامل بدون أوراق مع طلعت حرب بحسب الكتاب و الذي ترتب عليه سهولة إقصاء السيد بيومي من مراحل إنتاج وصناعة السنيما مما فوت عليه كتابة تاريخه الشخصي في هذا المجال حيث يذكر الكتاب أن السيد بيومي احضر معه من اوروبا مجموعة من ادوات السنيما بمبلغ أربعة آلاف جنيه تم شرائها منه لصالح بنك طلعت حرب ب 250 جنيه وهو مبلغ وزهيد بالمقارنة بأصل المبلغ و ضخامته في مطلع القرن الماضي – ونحن لا نشكك في طلعت حرب – لأن هذا تم برضاء السيد بيومي ولكنه اعتقد بذالك أنه سوف يكون أحد تروس الألة الجديدة بفعلته هذه وهو مالم يحصل.
لقد تعلمت شيء مهم مما حدث للسيد بيومي وهو ما حاولت أن أوصل جزء منه في السطور السابقة , فإن التذبذب ما بين أكثر من مجال لا يعطيك الفرصة لتبدع و أن تكون مميز أكثر من غيرك لأنه كلما اعطيت من وقتك و جهدك لعملك كلما تميزت أكثر و ربما أصبح كثير من المفاتيح في يدك , وعلى الرغم من أنني لا أؤيد نظرية أينشتن في أنك لابد ان تخفي مصادرك - وهو ما يتعارض مع الدين الإسلامي و حديث كاتم العلم –فإنه لابد أن تكون لك لمستك الخاصة على عملك و الناتجة من التميز الناتج عن مزيد من التركيز و العمل الشاق .
دائما أفترض في تعاملاتك سلامة النية و سماحة الصدر ولكن خذ من الأوراق ما يدعم موقفك و ليس أبلغ من آية الدين في سورة البقرة و ما تنص عليه في هذا المجال تحديدا.
أن ثباتك على مبادئ حياتك و طريقة بناء مستقبل وظيفتك شيء جيد ولكنه يتطلب بالضرورة القدرة على المرونة حتى لا تفقد تلك المكانة التي قد تكون حصلت عليها بعمل سنين , ولكن المرونة لا يجب أن تأخذ إلى حيث تخرج الأمور عن إطار الدين و الأصول و الأعراف .
مش اى حد يقدر يشتغلك فى كذا اتجاه مختلف ويتميز فيهم
ReplyDeleteغالبا والافضل لو فى كذا عمل فليكونوا فى اتجاه واحد وبيدعموا بعض