تأمل حياتك سوف تجد نفسك غارقاً في تفاصيل كثيرة و متعددة و تسعى خلف حاجات يومية عاجلة وعلى هذه فهذه هي حال أغلب الناس من حولك إلا القليل منهم الذي نجح في الخروج من عبودية الحياة اليومية. إن هذه الحياة اليومية أصبحة أشبه بحفرة النعامة و أصبح سلوك البعض مثل سلوك النعامة في التعامل مع المشكلات وهو ما يقوض فرصتهم في تحقيق أي نجاح مميز أو إبداع أي جديد في الحياة.
على الرغم من أن الحقيقة العليمة تشير إلى أن النعام لا يضع رأسه في الحفرة هرباً من المخاطر بل لحماية بيضه في حال هاجمه عدو رغبة في عمل تشتيت لمهاجمه إلا أن موضوع المقالة مازل يتناول فكرة حفرة النعامة كدليل على التعثر المتتالي و عدم القدرة على الخروج من الدائرة المفرغة من الفشل وذلك لأن كلاً منا قد يكون محاط بمجموعة من المشكلات العلاقات التي تبدأ مع مرور الأيام بتشكيل نوع من الغلاف الشفاف الوهمي حول رأس يعمل مثل الحاجز الذي يعيق القدرة على التفكير الحر و الإبداع و تؤثر بشدة الحاجات اليومية على هذا الغلاف و تختلف سماكته باختلاف وسائل التشتيت اليومية من شخص إلى آخر.
يمكننا أن نشبه الحياة بدرب طويل مختلف التضاريس و تتنوع عليه العقبات و الهبات ووحدهم الأذكياء و من يحاولون الاستفادة من هبات هذه الطريق من ينجحوا في بناء مجدهم الشخصي أو على أقل تقدير يحققوا ذلك النجاح الذي ينشدوه و على هذا فأن فضل طريق لتحقيق هذا النجاح غير موجود بصورة مثالية يمكن تطبيقها على الجميع كما أنه لا توجد وصفة جاهزة قد تتوقع أن يقدمه لك صديق أو شريك للتحول مباشرة من حالة الركود و الكسل إلى حالة النجاح لأنه في حقيقة الأمر لا توجد قواعد محددة لذلك ولا حتى منهج من الممكن تدريسه مثل المناهج الدراسية بل هي مجموعة من الخبرات التي أكتسبتها خلال حياتك وصولاً لتلك اللحظة التي تقرأ فيها هذه المقالة , و يجب أن تلاحظ أن معظم بل قد يكون كل مَن مررت بهم في حياتك قد أثروا عليك بمحاولة جذبك إلى طريقهم سوء بصورة إرادية من خلال التوجيه المباشر أو بطريقة لا إرادية من خلال الحديث عن بعض ناجحتهم في الحياة مما يولد لديك الرغبة في محاولة اقتباس نفس أفكارهم و لكن وجود الكثير من الأشخاص و التجارب حولك قد يسبب لك نوع من التشويش و التشتت فتفقد طريقك .
أن فكرة فقدان الطريق قد يكون لها بعض المزايا لأنه توضح مقدر خطائك في سلوك مثل هذا الطريق و لأنه أيضا ً سوف تأخذك إلى الوصول إلى حالة من السكون تتأمل فيها حالك التي عليها ومن ثم سوف تساهم في جعلك تعرف حقيقتك و ما هي الطريق الحقيقة التي يجب أن تسلكه لتحقق ذاتك و تبلغ النجاح الذي تريد .
لك أن تتأمل هذه القصة لكينغ كامب مؤسس شركة جيلت و هي دليل على الإصرار على خلق طريق جديدة رغم الصعاب , لقد بدأ في العمل في تجارة الخردوات و الحدائد بعد أن تعرضت أسرته لكارثة ذهبت بثروتهم و من ثم أنتقل ليعمل في شركة كمندوب للمبيعات وهو في سن السادسة و العشرين و لأنه كان محباً للاختراع و الابتكار و هي هواية كان قد اكتسبها أثناء تجارته السابقة للخردوات ولكن اللحظة الفارقة حدثت عندما اقترح عليه صاحب الشركة أن يعمل على اختراع منتج هام و مفيد و يستعمل لمرة واحدة ومنذ هذه اللحظة حتى بلغ سن الأربعين أخذ يدون كل الأشياء القابلة للتعديل و بحيث تحقق المبدأ الذي أقترحه صحب الشركة حتى توصل لاختراع شفرة حلاقة جديدة و لم يكن تسويقها سهلاً وخصوصاً أنه تعارض مع الأفكار السائدة لمثل هذه المنتج في مطلع القرن المنصرم ولكن إصراره على شق طريقه بنفسه أوصله ليحقق ذلك النجاح الكبير الذي نراه في وجود اسمه على اكثر شفرات الحلاقة مبيعاً على مستوى العالم و التي تدر الملايين سنوياً.
No comments:
Post a Comment