Wednesday, May 25, 2011

حسام محمد كامل يكتب : المشروع الشخصي....طريق التميز



كثيرة هي تفاصيل الحياة و أحداثها التي تبدأ منذ لحظة الولادة الأولى والتي يدخل فيها الواحد منا مراحل متعددة و متعاقبة , ولا تكاد تنتهي من مرحلة حتى تدخل مرحلة أخرى جديدة و من الأمثلة على هذا أن الطفل لا يكاد يخرج من مرحلة تعلم طلب الحاجات الأساسية و التفاعل بصورة شبه مرضية مع محيطه سوء بالكلام أو بالحركة حتي يدخل مرحلة العلم و التعلم من خلال السلم الطبيعي لها من خلال المدارس ليتنقل منها وخلالها إلى المرحلة الجامعية ثم الدخول في سوق العمل ومن ثم تكوين أسرة وقد تأخذ هذه المراحل الكثيرين وقد يكون من بينهم أنا وأنت لنكتشف بعد فترة أن ما حققناه لا يتجاوز ولا يختلف عن حياة أياً من المحيطين بنا , بل قد تفاجئ بتفوق ونجاح أحد أصحابك أو المحيطين بك في مجال ما برغم أن ظروفه لا تختلف كثيراً عنك و قد تعتبر نجاحه صدفة مثلاً وهو ما قد يعتبر تقدير خاطئ منك لعدم علمك بخلفيات صاحبك و مبذله من مجهود متواصل في الوقت الذي كنت أنت تنعم فيه بالراحة و الهدوء وعلى هذا تظهر أهمية المشروع الشخصي.

إن المشروع الشخصي هو ذلك المشروع الذي يعمل عليه صاحبه بإيمان و عزمية متجددة و إرادة لا تلين وهو لا يقتضي بالضرورة أن يكون مشروع هندسي أو تجاري بل إن القصد من هذا المشروع الشخصي هو تحقيق جملة من الأهداف في الحياة وهي التي تخلق لصاحب المشروع تلك القيمة المضافة التي يشعر بها هو أولاً ومن ثم قد تنعكس على كل من حوله كما أن هذا المشروع الشخصي يخرج بصاحبه أيضاً عن الطرق التقليدية في الحياة و الأساليب الروتينية المعتادة بين الناس لتأخذه إلى منطقة الإبداع و التميز .

يقول وليام شكسبير - و كان شاعر و كاتب مسرحي إنجليزي - " إذا لم يكن لديك هدف ، فاجعل هدفك الأول إيجاد واحد " وهذا منطقي جداً لأن المراحل المختلفة التي تمر بها في الحياة قد تأخذك بعيداً عن بعضاً من أهدافك و قد تغرقك في تفاصيلها حتى إذا ما جلست في لحظة تأمل سوف تكتشف أنك بدون هدف كبير و مميز في الحياة وهنا تكون الضرورة مُلّحة في البحث عن هدف شخصي و مشروع شخصي , و أحد الأمثلة على هذه الأهداف الشخصية التي قد تكون سمعت عنها من أحد أصدقائك ولكنك لم تلحظ أنه مشروع شخصي هي مزاولة نوع من أنواع الرياضة مثلاً بصورة محترفة , فقد يكون صديقك هذا زميل دراسة أو في نفس الجامعة ولكنه بجانب انخراطه في الدراسة فهو يعمل على أن يكون الأول في تخصصه الرياضي هذا وقد يستهدف الحصول على بطولات محلية أو حتى عالمية وقد تلاحظ أنه بجانب هذا فهو متفوق في دراسته أيضاً لأن مشروعه الشخصي قد منحه الحافز على التركيز أكثر في أي موضوعات أخرى بعيدة عن هدفه الشخصي حتى ينتهي منها على أكمل وجه و بالتالي لا يعود لها مجدداً و يتجنب أن تعيق تقدمه.

أن الأهداف كثيرة و متعددة ما بين اختراع بعض الأشياء الجديدة و المميزة و الكتابة و التأليف و الرياضة و حتى محاولة الاستقلال بعمل شخصي خاص ناجح مرورا بالأعمال الخيرية و التطوعية أو حتى أن تصبح عالم متخصص في أحد العلوم وقد لا يتعارض المشروع الشخصي مع العمل أو المهنة التي تمارسها , وبذلك فأن اختيار الهدف لتحقيق المشروع الشخصي مرتبط بصاحبه فقط وعلى هذا فأنت يجب أن تعيد اكتشف نفسك و إمكانياتك و كذلك الأشياء المحيطة بك بل قد تحتاج أحياناً إلى معرفة أشخاص جُدد و الإطلاع على خبراتهم التي قد توحي لك بفكرة أو قد تكتشف أنك موهوب في مجال ما وأن هذه الموهبة قد ظهرت بوضوح عند اختلاطك مع من لديهم نفس الموهبة و نفس التوجه و بالتالي تصل إلى نضوج هذه الفكرة التي تجعلها المشروع الشخصي الخاص بك الذي تعمل عليه في قسم كبير من حياتك وقد تحتاج أحياناً بعضاً من التدريب و التمرين لصقل موهبتك و تحسين خبرتك وبالتالي تصبح مميز في هذا المجال وقد تكون أحد أعلامه في المستقبل القريب.

No comments:

Post a Comment