تخيل أنك فجأة صرت ملاحقاً بالكاميرات التي ترصد كل حركاتك وسكناتك بل إنها أيضاً تنقل كل كلمة تنطق بها ليتم نقلها في بث مباشر على أحدى الفضائيات , اعتقد أنك في هذا الحالة سوف تراقب كل تصرفاتك و ستعمل على أن تتأكد من كلماتك قبل أن تنطق بها وانت بذلك تعمل على نقل صورة جيدة عن نفسك بهذه الطريقة , والسؤال الهام هنا هل سوف تغير طريقتك و كلماتك في حال أختفاء هذه الملاحقة و اختفاء هذه الكاميرات ؟ أن كانت الإجابة بنعم فأنت في حاجة لتعلم جزء من فنون اللباقة و الكلام.
إن القدرة على التعامل بطريقة لبقة و تقدير الموافق جيداً سوف يحسن من صورتك كثيراً في أعين أصدقاءك و معارفك بل قد يجعلونك قدوة في طريقة التعامل و التصرف وبحيث تعتبر مرجعاً لهم في مواقف مشابهة قد مررت بها , بل أنك قد تكسب المزيد من الصدقات و الأصدقاء بحسن كلامك و لبقتك في الحديث وبرغم أن الحديث عن هذا الموضوع قد يطول فأن جملة من الاعتبارات يجب الاهتمام بها و التي تشمل حسن التحدث عندما توجه كلامك لشخص ما , وهذا الحديث يختلف باختلاف الشخص و المناسبة ولكن في كل الحالات عليك باختيار الموضوعات و الكلمات التي تثير أهتمام من تخاطبه و تساعده على أن يتابعك في حديثك ولك أن تلاحظ من تعبيرات وجهه مدى اهتمامه بما تقول فأن لاحظت أنه منشغل عنك فربما لم يجذبه موضوعك أو لم تقدمه بشكل شيق , وفي حقيقة الأمر فأن الكلام الذي يخرج من القلب في الغالب يصيب القلب و يدفع نحو مزيداً من الاهتمام.
أن من إحدى الطرق الجيدة في إقامة حوار مفيد هو تخيلك لرقعة الشطرنج تلك اللعبة الشهيرة التي تشبه ساحة يحدث فيها كر و فر و تقدم و تأخر و كذلك الحديث مع الآخرين يقتضي منك نوع من المرونة في مخاطبة الآخرين فتتقدم حين يتأخروا مثلاً بطريقة مهذبة وأن تراعي أحياناً فروق العمر بينك و بين محدثيك و بحيث تضبط إيقاع الحوار و كلماته وفق ما يتطابق مع كلاً من محدثيك وهي أيضاً تقتضي أحياناً عدم تمسكك برأيك حال تعارضه مع الآخرين فلا تكون صلب الِمراس عالي الصوت فتعمل على تنفير الناس من الحديث معك . أن مجمل هذه الصفات المتعلق بطريقة كلامك قد نطلق عليها طريقة "ضبط اللسان" و التي تحتاج منك لبعض التدريب حتى تستطيع التفكير لبضع ثواني قبل أن تنطق بالكلام , فقد تبدأ في أول الأمر إلى أن تضع زمن معين قبل الحديث مثلاً 5 ثواني لتفكر في مجمل ما ستقوله بترتيب سريع ومع كثرة التدريب قد تصل إلى مدة أقل و أفكار أكثر ترتيب مما ينعكس على أسلوب حديث .
أدب الاستماع هو الشق الثاني الهام حيث يصنع فارق بين شخص و آخر طريقته في الاستماع وقد يحسن أحدهم الاستماع فيجني ثماره بمد المزيد من التواصل بينه و بين محدثيه. لا تكن مثل المسار الثابت عندما تنصت لأحدهم بل تفاعل مع حديثه و بين له اهتمامك حتى لو كان الموضع أقل أهمية لك ولكنك قد لا تعلم مقدار أهميته عند محدثك به و قد تكتشف أثناء الحديث ما قد يفيدك أو ينفعك و في كل الأحوال سوف تشعر الآخرين بمدى اهتمامك بهم و تقديرك لهم و هو ما سوف يزيد من اهتمامهم بك ويدعم علاقتك بهم وتذكر دوماً مقولة جورج واشنطن وهو رئيس أمريكي سابق " كن مهذب مع الجميع وعميق مع ناس معينين و عليك أن تختبر هذه الناس جيداً قبل أن تمنحهم ثقتك, فالصداقة الحقيقة كالنبات الذي ينمو ببطء ".
No comments:
Post a Comment